الأحد، 6 فبراير 2011

الكون : البداية والنهاية

الكون : البداية والنهاية

منذ أن وجد الإنسان على هذه الأرض وهو يتساءل عن أصل الأشياء وأسباب تكوينها وكيفية تكونها ، ومن التساؤلات المهمة والقديمة والتي شغلت الأذهان هو السؤال المتعلق بأصل الكون وبتطور العقل البشري عند المصريين القدامى والبابليين حيث تم الربط بين أزلية الكون والآلهة المتعددة المسيطرة عليه وحاول فلاسفة الإغريق والرومان وضع نظريات للظواهر الكونية بينما ساد علم التنجيم في الحضارتين الهندية والصينية. أما الكتب السماوية فقد أجمعت على أن الله خلق السموات والأرض وما بينهما :


في التوراة
تبدأ  قصة الخلق في الفلكلور التوراتي القديم بطيران روح (يهوه) على الماء، قبل أن يخلق الأرض فيقوم بقتل تنين بحري يمثل تلك المياه، يدعى لوياثان  أو ( رهب ) كما جاء في المزامير

- "  أنت شققت البحر بقوتك ، كسرت رؤوس التنانين على المياه. أنت رضضت رؤوس لواياتان لك النهار ولك الليل أيضاً. أنت هيأت النور والشمس، أنت نصبت كل تخوم الأرض الصيف والشتاء أنت خلقتهم " (المزمور 74: 13-17).

و في سفر التكوين براشيت Bereshit (בראשית) العبري "أسفار موسى الخمسة" ، و هو أول أسفار العهد القديم لدى المسيحيين جاء فيه :

- " في البدء خلق الله السموات والأرض. وكانت الأرض خربة وخالية وعلى وجه الغمر ظلمة وروح الله يرف على وجه المياه"  (سفر التكوين - لإصحاح 1:1-2)

-" ليكن نور فكان نور وكان مساء وكان صباح يوماً واحداً " (سفر التكوين - الإصحاح 1 :1- 5)

-" ليكن جلد في وسط المياه. وليكن فاصلاً بين مياه ومياه ,ودعا الجلد سماء " (سفر التكوين-  الإصحاح 1: 6-8)

-" لتنبت الأرض عشباً " ( سفر التكوين  - الإصحاح 1 : 11)

-" فأُكملت السماوات والأرض وكل جندها، وفرغ الله في اليوم السابع من عمله الذي عمل، فاستراح في اليوم السابع من جميع عمله الذي عمل " (سفر التكوين - 1و 2: 1-3).

في القرآن والسنة
يقر القرآن منذ البداية لم يكن سوى الله والماء، لقوله تعالى : " وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ "(هود: 7)

- وفي صحيح البخاري (الصفحة 387) قول الرسول صلى الله عليه و سلم : " كان الله ولم يكن شيء قبله، وكان عرشه على الماء، ثم خلق السموات والأرض" .

- وفي حديث أخر عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كل شيء خلق من ماء" وقد لخص القرآن عملية خلق السماوات والأرض وإفنائهما‏‏ وإعادة خلقهما في صياغة كلية شاملة من قبل أكثر من 1400 سنة‏‏ وذلك في 5 آيات من آيات القرآن الكريم علي النحو التالي‏ :‏

‏1- الرتق والفتق
قال تعالى : " أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ " ( الأنبياء 30) .

- ويقول ابن كثير في تفسير هذه الآية: " أو لم يروا أن السماوات والأرض كانتا رتقاً "، أي كان الجمع متصلاً بعضه ببعض، متلاصق متراكم بعضه فوق بعض في ابتداء الأمر. ففتق هذه من هذه، فجعل السماوات سبعاً والأرض سبعاً، وفصل بين السماء الدنيا والأرض  " (الجزء 17، المجلد3، ص238)

‏2- الدخان
قال تعالى :" ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ" (‏ فصلت-11).‏

تبين الآية تحول المادة في الجرم الأولي عند فتقه إلى الدخان وخلق كل من الأرض والسماوات من الدخان الكوني (السحب الغازية) .

3- توسع الكون
منذ اللحظة الأولى والكون يتوسع ، قال تعالى :" وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ " (‏ الذاريات ‏- 47) .

4- الرتق الثاني أو طي السماء
قال تعالى: " يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ "‏ (‏ الأنبياء- 10).‏  ‏تبين الآية حتمية عودة الكون بكل ما فيه ومن فيه إلي جرم ابتدائي واحد مشابه للجرم الأولي الذي ابتدأ منه الخلق فإذا كانت الآية السابقة تشير إلى توسع الكون عند بدايته فإن هذه الآية تشير إلى انكماشه عند نهايته .

5- إعادة الخلق
إعادة خلق أرض غير أرضنا الحالية وسماوات غير السماوات التي تظللنا اليوم وبداية رحلة الآخرة
 قال تعالى : "‏ يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّار ‏"  (سورة ‏ إبراهيم - 48)

6 أيام
لقد ذكر القرآن الكريم في كثير من آياتـه أن الله تعالى خلق الكون في 6 أيام كمـا في قوله سبحانـه : "وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ"  (قّ- 38) .

طبقاً لهذه الآية فإن الأيام الستة للخلق قسمت كما أجمع المفسرون إلى ثلاثة أقسام متساوية كل قسم يعادل يومين من أيام الخلق بالمفهوم النسبي للزمن.

-  أولاً :  يومان لخلق الأرض من السماء الدخانية الأولى : قال تعالى:" قُلْ أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَاداً ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ" (فصلت:9).

 - ثانياً : يومان لتسوية السماوات السبع : قال تعالى :" ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ" (فصلت - 11).

- ثالثاً : يومان لتدبير الأرض جيولوجياً و تسخيرها للإنسان : قال تعالى" وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ"  (فصلت-  10)

إن أيام الله كما أكد على ذلك القرآن الكريم ليست كأيام البشر فقد يكون طول بعض أيامه 1000 سنة من أيامنا كما في قوله تعالى " وَ إِنّ يَوْماً عِندَ رَبِّك كَأَلْفِ سنَةٍ مِّمّا تَعُدّون" (الحج -  47)

وقد يكون طول بعض أيامه 50000 سنة كما في قوله تعالى " تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ " (المعارج -  4.) ، وقد يكون طول بعضها ملايين أو ربما بلايين السنين كما هو الحال مع طول الأيام التي خلق الله بها هذا الكون.

 ماذا يقول العلم ؟
مع ظهور النظرية النسبية العامة التي وضعت الإطار الرياضي الصحيح لدراسة الكون و التطورات الهامة التي شهدتها الإنسانية في المجال الفلكي (Cosmology) على الصعيد النظري وكذلك على الصعيد الرصدي مع الاكتشافات الرائعة لأسرار الفضاء، كان لا بد من وضع نظرية عامة تقوم بإدماج تلك المعطيات مقدمة تصوراً موحداً ومتجانساً قصد تفسير أهم الظواهر الكونية ومنها نشأة الكون والنظرية الحديثة التي لاقت رواجاً بين العلماء هي :

 نظرية الانفجار الأعظم Big Bang Theory
بدأ علماء الفلك يتحدثون عبر نظرية الانفجار الأعظم Big Bang Theory عن بداية الكون و ملخصها انه قبل حوالي 13.75 بليون (مليار) سنة وقع انفجاراً هائلاً في ذرة بدائية كانت تحتوي على مجموع المادة والطاقة وفي اللحظات الأولى من الانفجار الهائل ارتفعت درجة الحرارة إلى عدة تريليونات أدت إلى جزيئات ذرية وهي ذرات الهيدروجين والهليوم، ومن هذه الذرات تألف الغبار الكوني الذي نشأة منه المجرات فيما بعد، ثم تكونت النجوم والكواكب ـ وما زالت تتكون ـ وفي غضون ذلك كان الكون وما زال في حالة تمدد وتوسع، و لم يؤدي الانفجار الأعظم إلى ظهور جزيئات ذرية جديدة فقط بل اوجد مفهومي الزمان والمكان اللذين كان يستحيل الحديث عنهما قبل المادة.

و العلماء الذين أسسوا نظرية الانفجار العظيم عديدين، ولكن أبرزهم: القس البلجيكي جورج لوميتير (George Le Maitre) الذي اقترح سنة (1927) صورة جديدة لنشأة الكون وتطوره، وقد وافقه على ذلك جورج كاموف (George Gamov) و استدلوا في ذلك من عدة ظواهر تشير إلى حدوث الانفجار العظيم :

- الاتساع المستمر للكون
لاحظ العلماء بأنه في كل مكان من الكون هناك مجرات (Galaxies) تتباعد إحداها عن الأخرى بسرعات هائلة جداً, وعمل "أدوين هابل (Edwin Hubble)" في النصف الأول من القرن العشرين على تطوير هذه الاكتشافات وقام بوضع قانون عرف باسمه .

- الخلفية الإشعاعية
في عام (1948) توصل العالم "جورج كاموف "George Gamovإلى أن الكون قد تشكل فجأة بعد انفجار عظيم وتخلف عنه كمية محدودة من الإشعاع الذي يجب أن يكون متجانس عبر الكون كله.

- وفي عام (1964) قام باحثان هما (آرنو بنزياس) (Arno Penziaz) و (روبرت ويلسون) (Robert Wilson) بإجراء تجربة تتعلق بالاتصال اللاسلكي وبالصدفة عثرا على إشارات راديو منتظمة الخواص، قادمة من كافة الاتجاهات في السماء وفي كل الأوقات وبصورة مستمرة ، وفُسرت هذه الإشارات على أنها بقية الإشعاع الذي نتج عن عملية الانفجار الكوني العظيم وقد تحققت وكالة ناسا (NASA) الأمريكية عام (1989) من النتائج التي توصل إليها كل من ينزياس وويلسن بإرسال قمر صناعي إلى الفضاء أسموه (COBE) وهو مختصر لعبارة (Cosmic Background Explorer) والتي تعني (مستكشف الخلفية الإشعاعية) كان الغرض من إرساله التحري عن الموجات الكونية الدقيقة (Cosmic Microwave) ، واحتاج هذا القمر إلى ثماني دقائق فقط للعثور على هذا الإشعاع وقياسه، وقد أثبتت هذه الدراسة تجانس مادة الكون وتساويه التام في الخواص قبل الانفجار وبعده.

- كمية غازيّ الهيدروجين والهليوم في الكون
تشير الدراسات الحديثة عن توزيع العناصر المعروفة في الجزء المدرك من الكون إلى أن غاز الهيدروجين يكون أكثر قليلاً من (74%) من مادة الكون، ويليه في النسبة غاز الهليوم الذي يكون حوالي (24%) من تلك المادة ، ومعنى ذلك أن أخف عنصرين يكونان معاً أكثر من (98%) من مادة الكون المنظور، أما بقية العناصر مجتمعة (عدد العناصر المكتشفة هو 105 عنصر) فتكون أقل من (2%) من مادة الكون ، فان هذه النسب تؤكد أن للكون بداية ، لأنه لو كان الكون بلا بداية فمعنى ذلك أن كل غاز الهيدروجين يجب أن يكون قد احترق وتحول إلى غاز الهليوم.

تقدير عمر الكون
تمكنت ناسا (NASA) من تحديد عمر الكون على وجه الدقة بمساعدة مجس فضائي،  قائلة إنه يبلغ 13.75 بليون سنة ، كما استطاعت تحديد تاريخ بدء النجوم بالتوهج واللمعان بأنه بدء بعد 200 مليون عام فقط من "الانفجار العظيم" ، وقد تمكن علماء ناسا بواسطة المجس الفضائي ان يتعمقوا في الزمن والنظر إلى الكون " النظر إلى الوراء حتى 380 ألف عام " بعد الانفجار العظيم عندما لم تكن هناك نجوم ولا مجرات ولا شيء سوى فروق طفيفة في درجات الحرارة.

 نهاية الكون
وضع العلماء ثلاث نماذج تعبر عن نهاية الكون:

- نموذج الكون المفتوح Open Universe
يتوقع فيه العلماء أن الكون سوف يستمر في التوسع إلى مالا نهاية، وذلك بافتراض استمرار قوة الدفع إلى الخارج بمعدل أقوى من قوى الجاذبية التي تشد الكون إلى الداخل في اتجاه مركزه.

- نموذج الكون المغلق Closed Universe
يتوقع فيه العلماء أن الكون سوف تتباطأ سرعة توسعه مع الزمن ومع تباطئه تتفوق قوى الجاذبية على قوة الدفع نحو الخارج، فتأخذ المجرات بالاندفاع نحو مركز الكون بسرعة متزايدة، فيبدأ الكون في الانكماش والتكدس على ذاته، وتسمى عملية تجمع الكون وعودته إلى وضعه الأصلي بنظرية الانسحاق الكبير (Big Runch Theory).

- نموذج الكون المتذبذب Oscillating Universe
يتوقع فيه العلماء أن الكون غير ثابت فتارة يتمدد وأخرى يتقلص وينكمش ليكون كتلة واحدة مثل الثقب الأسود (Black Hole).

نظرية الكون المتعدد Multiverse
هناك تصور بأن هناك كون متعدد Multiverse يتكون من 7 أكوان فقاعية ولكنها منفصلة عن بعضها وباستمرار في الزمكان (الزمان والمكان)، لكل منها قوانين وثوابت فيزيائية مختلفة ، وربما أيضاً أبعاد وطبولوجيات مختلفة ، إذ تقترح بعض النظريات أن هذا الكون ليس إلا واحد من مجموعة أكوان غير متصلة ببعضها وهي فكرة بديلة عن النظرية التي تقول بأن كوننا يضم كل شيء . وحسب التعريف لا توجد أية طريقة ممكنة في أن يؤثر أي شيء في الكون على كون آخر إلا إذا كانوا جزءا من الكون نفسه، وهذا لا يتفق مع الأفلام التي تصور بعض الشخصيات الخيالية تسافر بين أكوان متوازية تخيلية parallel universes ، وهو استخدام غير دقيق وبعيد عن مصطلح " الكون ".

تصور هذه الأكوان على أنها وحدات منفصلة عن بعضها ، وأن لكل منها مكانه وزمانه ومادته وطاقته وقوانينه الفيزيائية الخاصة ، وهذا المفهوم يتحدى مصطلح الأكوان المتوازية لأنه لا يعترف بوجود أكوان متزامنة (لأن لكل منها زمنه الخاص ) أو بطريقة هندسية متوازية .

وينبغي التمييز بين هذه الأكوان والمفهوم الميتافيزيقي البديل عن مستويات الوعي لأن مستويات الوعي ليست فيزيائية أصلاً بل متصلة بجريان المعلومات فقط، يعتبر مفهوم الكون المتعدد قديم جداً،

ذكرالقرآن الكريم 7 سماوات فهل تمثل تلك الأكوان المتعددة ؟ ، نجد في سورة فصلت :" ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ * فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) [فصلت: 11-12].

نلاحظ من النص القرآني، أن هناك 7 سماوات، وأن هناك أمر موحى لكل سماء ربما يشمل أيضاً قوانينها الفيزيائية و زمكانها الخاص بها.

كذلك يعتقد الأسقف (إتيان تامبير) الذي حكم باريس في عام 1277 أنه بامكان الله أن يخلق ما يراه مناسباً من الأكوان ، وهو السؤال الذي أثار نقاشاً ساخناً بين علماء دين الفرنسيين.

هناك أمران يستند إليهما العلم في مناقشة الأكوان المتعددة وهما :

1- ليس هناك ما ينفي وجود عدة زمكانات مستمرة ومنفصلة عن بعضها البعض فمن المفترض حصر كافة أشكال المادة والطاقة في كون واحد بدون أن يكون هناك نفقاً بينه وبين أكوان أخرى. وتعتبر نظرية من هذا القبيل كـ النموذج التضخم الفوضوي لبدايات الكون The Chaotic Inflation Model مثالاً على تلك الفكرة .

2- وفقاً لفرضية العوالم المتعددة ، فإن كوناً متوازياً يولد مع كل قياس كم، ويصبح للكون نسخاً أخرى بالتوازي ، يتفق كل منها مع ناتج مختلف من كل قياس كم. ومع ذلك ، كل المصطلحات حول "الكون المتعدد"هي مصطلحات متضاربة ويمكن النظر إليها على أنها غير علمية ، ولا يُعرف أي إختبار تجريبي واحد في الكون يمكن أن يكشف عن وجود كون آخر أو عن خصائصه لأنه لا يملك أي تفاعل مع كوننا.

تساؤلات كونية
أعطت نظرية الانفجار الكبير تصوراً عن ولادة الكون و تطوره و لكنها لم تعط تصوراً عما كان عليه الكون قبل الانفجار.

- يقول عالم الفلك الأمريكي "جورج كرنشتاين "George Greenstein في كتابه الكون التكافليTHE SYMBIOTIC UNIVERSE : " كلما دققنا الأدلة واجهتنا على الدوام الحقيقة نفسها ، وهي أن هناك قوة عاقلة فوق الطبيعة تدخلت في نشوء الكون ".

ويعبر عالم الفيزياء الفلكي الأمريكي "هوك روس (Hugh Ross)" عن هذه الحقيقة فيقول:  " إن كانت المادة والزمان قد ظهرا نتيجة انفجار كان لزاما على موجد الزمان والمادة في الكون أن يكون مستقلاً عنهما ،وهذا يُظهر لنا أن الخالق فوق جميع الأبعاد والمقاييس ".

- قال عالم الفيزياء بول ديفيز Paul Davies :
" لقد دلت الحسابات أن سرعة توسع الكون تسير في مجال حرج للغاية ، فلو توسع الكون بشكل أبطأ بقليل جداً عن السرعة الحالية لتوجه إلى الانهيار الداخلي بسبب قوة الجاذبية ،ولو كانت هذه السرعة أكثر بقليل عن السرعة الحالية لتناثرت مادة الكون وتشتت الكون ، ولو كانت سرعة الانفجار تختلف عن السرعة الحالية بمقدار جزء من مليار مليار جزء لكان هذا كافياً للإخلال بالتوازن الضروري لذا فالانفجار الكبير ليس انفجار اعتيادياً ، بل عملية محسوبة جيداً من جميع الأوجه ، وعملية منظمة جداً ويقول: إن من الصعب جداً إنكار أن قوة عاقلة ومدركة قامت بإنشاء بنية هذا الكون مستندة إلى حسابات حساسة جداً ، إن المعايير الرقمية الحساسة جداً والموجودة في أسس الموازنات الحساسة في الكون دليل قوي جداً على وجود تصميم على نطاق الكون ".

إعداد:  أ.ب  (أم محمود)

مراجعة ومساعدة في الإعداد : كمال غزال
شاهد الفيديو
يشرح هذا الفيديو نظرية الانفجار الأعظم


المصادر
- بداية الخلق في القرآن الكريم -  منصور العبادي
- الكون -  كارل ساغان / موريس بوكاي
- Wikipedia
- BBC

إقرأ أيضاً...
- في البحث عن المادة المظلمة في الكون

- الله : الغيب الأكبر

0 التعليقات:

اهلا بك رأيك يهمنا وتعليقك سينشر هنا مباشرة فلا تتردد بطرح مشكلتك